Tuesday, May 10, 2005

خواطر


قــم للــمعلم وفـيـه الـتـبـجيلا كـاد الـمعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف و أجل من الذي يــبـنـي وينشأ أنفسا وعقولا
سـبـحـانـك اللـهـم خير معلم علمت بالقلم الحروف الأولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته وهديته النور المبين سـبيلا
يقول المثل المشهور : "
من علمني حرفا صرت له عبدا .
و يقول المثل الدارج المغربي " الله يرحم من قراك
و يقول المثل : " المعلم شمعة تحترق لتضيء الآخرين
و يقول المثل : " المعلم محارب سلاحه العلم وميدانه الجهل
ما قيل في المعلم من شعر:
هذا الشاعر تمام مخلوف في قصيدة حرفة المعلم يقول في تذمر
كاد المعلم أن يظل السبيلا قم للـمعلم و اترك التبجيلا
بالله كـــيف ينـــير بعد عقولا ضاقت عليه حياته
و تكدرت أهداك عقلا مظلما مشكولا إن المعلم إن أهـنت حياته
أما الشاعر إبراهيم طوقان فيقول في لاميته
:حـسب المـعـلم غمة و كــآبة مــرأى الـدفاتر بكـرة و أصــيلا
مائة على مائة إن هي صلحت وجد العمى نحو العيون سبيلا

Sunday, May 08, 2005

لصوص المقالات


قررت عرب تايمز اضافة هذه الصفحات لكشف اللصوص الذين يسطون على المجهود الفكري والفني والابداعي للاخرين بخاصة بعد ان تكررت عمليات السطو واصبحت من الظواهر العادية واليومية .... وكان الزميل اسامة فوزي قد وضع كتابا بعنوان " سرقات ادبية معاصرة " وذلك عام 1975 ولكنه لم يجد دار نشر واحدة تقبل بنشره خوفا من الملاحقات القضائية ... وقد تلقى يومها رسالة من الاديب الاردني الكبير روكس بن زائدة العزيزي حول هذا الموضوع يحذره فيها من ان نشر مثل هذا الكتاب قد يؤلب عليه الكثيرين والعزيزي - الذي احتفل بعيد ميلاده المائة الشهر الماضي - كان ضحية لص يمتلك دار نشر لبنانية ... الزميل فوزي وافق على نشر فصول كتابه في موقع عرب تايمز بخاصة بعد ان تعرض الموقع الى غارات من لصوص من مختلف المنابت ... راجع هذه الصفحات باستمرار لاننا سننشر العديد من فضائح السرقة وسنكتب عن اللصوص بالاسم ... والصورة ..... كما سننشر الوثائق اولا بأول .نرجو ممن لديه وثائق عن سرقات مماثلة ان يزودنا بها .
* كيف سطا فتحي البرقاوي على مقالات الاخرين ونشرها باسمه ؟
* الدكتور عبد المجيد المحتسب يسرق من كتاب الدكتورة خديجة الحديثي عن ابي حيان التوحيدي
* خالد القاسمي يسرق من من كتاب لمؤلف بحراني
* لصوص سعوديون يسطون على موقع عرب تايمز ويبعثون للناس رسائل باسمها
* اربعة قوادين يسطون على موقع عرب تايمز في كندا
* عبد الرحمن سليمان واحمد الحملي سرقا كتاب احمد الحجاج " سكان اسرائيل تحليل وتنبؤات"
* الدكتور عبد الكريم خليفة يسرق جهود طلابه في كتابه " رسائل المعري " .
* الدكتور عبد العزيز شرف يسطو على نفسه في كتاب "يوسف السباعي وشخصية مصر "
* سامح كريم المحرر الثقافي في الاهرام يسطو على كتاب عامر العقاد
* جريدة الرأي الاردنية تتهم الدكتور عبد الرحمن ياغي بالسرقة عن مجلة " الكتاب " المصرية
* الدكتورة نورية الرومي تتهم استاذها الدكتور محمد حسن عبدالله بسرقة كتابها ونشره في جريدة الرأي العام الكويتية
* ناصر ابو حلا يسرق قصة لغسان كنفاني وينشرها باسمه في جريدة الاتحاد الصادرة في ابو ظبي
* فتحي البرقاوي يسرق فصلا من كتاب يوسف اليوسف " قضية فلسطين في السينما العربية "
* ثلاثة من اساتذة جامعة الكويت يسرقون كتاب " العلاقات الحضارية في الوطن العربي ".
* الدكتور رمضان عبد التواب عميد اداب عين شمس يسرق كتاب " العربية دراسات في اللغة "
* ماهر الكيالي يسرق عن موسوعة الدكتور المسيري دون الاشارة اليها
* الدكتور محمد خليفة ينشر مقالا مسروقا في مجلة الفيصل السعودية
* شاعر اماراتي يسرق قصيدة من شاعر لبناني وينشرها باسمه
* هشام القروي يسرق من موسوعة المسيري دون ان يشير اليه
* الدكتوران احمد بدر وحشمت محمد علي قاسم يسرقان كتابا كاملا عن علم المكتبات
* عبلة النويس تسرق عن كتاب " التراث الشعبي " لمجلتها ؟ زهرة الخليج" دون الاشارة الى الكتاب

Friday, May 06, 2005

خواطر مصريه

كما هى الحال فى معظم ما كتبته فى سنواتى الأكثر نضوجاً ، فإن هنا من حياتى الباطنة أكثر مما أود الاعتراف به للناس !


«هنريك ابسن»

* الفلاسفة الفنانون هم وحدهم الفنانون الذين أنظر إليهم نظرة جادة.

«برنارد شو»

* إن الاصلاح الوحيد الجدير بالاستحسان هو الطوفان الثانى !

«يوجين أونيل»

* قل للمهرجين المجانين لقد ضاعت أرزاق أهل الفكاهة والمجون..ضاعت لأن أهل العقل أنفسهم قد أصبحوا من المجانين.. خلطوا فى تصرفاتهم وارتكبوا الأعمال الشاذة فأضحكوا الناس جميعاً.

«المهرج فى الملك لير»






Monday, May 02, 2005

بعض الغرائب الطريفة عن بعض الشخصيات النسوية في التاريخ


هذه بعض الغرائب الطريفة عن بعض الشخصيات النسوية في التاريخ المعاصر
الملكة فاندين : أمرت بسجن حلاقها الخاص مدة 3 أعوام حتى لا يعلم أحد أن الشيب قد ملأ شعرها .
* الملكة فيكتوريا : أمرت برش شوارع مدينة كوبنرج الإنجليزية بماء الكولونيا إحتفالاً بزيارتها هى والبرنس ألبرت لها عام 1845 . * الملكة العذراء : الملكة إليزابيث الأولى ملكة بريطانيا جلست على العرش وهى عذراء فى الخامسة والعشرين من عمرها .. وبقيت ملكة لمدة 45 عاماً أعطت فيها كل حبها لبلادها .. حتى الزواج كانت تنفر منه وكانت دائماً تقول .. أننى أفضل أن أتسول بلا زواج على أن أكون ملكة متزوجة .
* آن برلين : زوجة الملك هنرى الثامن كانت تلبس القفاز بصفة مستمرة صيفاً وشتاء وذلك لتخفى إصبعاً سادساً من يديها . *
كليوباترا : ملكة مصر كانت إذا أرادت أن تفتح شهيتها تأكل قطعة من الشمام مُتبلة بالثوم .
* كاترين العظمى : كانت إذا أرادت أن تدخل البهجة على نفسها أمرت أن تُزغزغ فى أقدامها .. وكانت تشرب فى إفطارها خمسة أكواب من القهوة .
* مارى تريزا : إمبراطورة النمسا وكانت من أسعد الأمهات إذ كانت أماً لستة عشر ولداً وبنتاً وكان من بينهم 2 إمبراطور و 3 ملكات .
* لوليا بولينا : زوجة قيصر كاليجولا ، كانت ترتدى أثواباً لا يقل ثمن الثوب الواحد عن 200000 دولار إضافة إلى عقد اللؤلؤ الذى كان يبلغ ثمنه 3.500.000 دولار .
* ايننزى كاستور : زوجة بيدرا الأول ملكة البرتغال ، إغتالها أحد الأفراد فلما أصبح زوجها ملكاً أخرج جثتها من القبر ونصبها على العرش وقال لشعبه أنها ملكة البرتغال فأصبحت أول ملكة تحكم شعبها بعد موتها .
* الملكة مارجريت :ملكة النمسا زوجة فيليب الثالث ، رفضت أن تستلم هدية قدمها لها أصحاب الجوارب الحريرية ، ووبختهم بشدة على هديتهم .. وقد زال غضبهم وحدتهم بعد أن عرفوا أن ملكة أسبانيا تكره ساقيها النحيفتين . * ولهلمينا ماريا :أميرة أورانج دناسو أصبحت فيما بعد ملكة هولندا وحين تنازلت عن العرش عام 1948 قدرت ثروتها بــ 500.000.000 .
* كليوا باترا : عندما إرتقت عرش مصر بعد وفاة والدها بطليموس الحادى العاشر تزوجت أخاها الأصغر بطليموس الثالث عشر بناء على وصية والدها .. ثم تزوجت رجلين من أشهر زعماء أوروبا .. الأول يوليوس قيصر عام 47 ق .م والثانى مارك أنطونيو 41 ق . م .
* موتشيه ثيان : كانت خادمة فى القصر الإمبراطورى فى الصين ، وأصبحت بعد فترة إمبراطورة الصين بعد أن قتلت أختها وأخاها وأمها والإمبراطور .
* الإمبراطورة أوجينى :زوجة نابليون الثالث : كانت لاتلبس حذاء مهما غلا ثمنه أكثر من مرة واحدة .
* إليزابيث ملكة النمسا : كانت لا تنام إلا بعد أن تلف وسطها بمنديل مبلل بالماء لإعتقادها أن هذا المنديل يحفظ لخصرها الرشاقة والنحافة .
* أما قيصرة روسيا : حكمت مرة على أحد الأمراء الذى تآمر عليها بأن يصبح كالدجاجة لذا أحضرت قفصاً ووضعته داخل مجموعة من البيض وأرغمته على دخول القفص والجلوس فوق البيض وأن يصيح كما يصيح الدجاج . * كريستيان ايرهاردن ملكة بولندا ظلت ملكة لمدة ثلاثين عاماً ، منذ عام 1697 - 1727 علماً أنها لم تطأ قدماها بولندا أبداً .
* ديزى كلارى ابنة أحد تجار مارسيليا خُطبت لثلاثة جنود ، صار كل منهم فيما بعد ملكاً .. الجندى الأول نابليون بونابرت والثانى جوزف برنادوت ، لكنها تزوجت برنادوت الذى تولى عرش السويد .
* الملكة سميراميس : وهى ملكة آشورية أصلها من دمشق .. أحبها القائد الآشورى جنزو وخطفها وأسرها عام 800 قبل الميلاد .. بالصدفة إلتقى بها الملك الأشورى نينوى وكان شاباً ذكياً وسيماً أحبها وتزوجها .. وشجعته على توسيع ملكه حتى بسط سلطانه على أراض شاسعة وشعوب عديدة .. ذات ليلة تسلل جنرو إلى الجناح الملكى وأحس به نينوى فقاما وتقاتلا فقتل نينوى جنزو - لكن الظلام كان دامس فلم تميز سميراميس من المنتصر وحسبت أن جنزو قتل زوجها ولما أقبل عليها قتلته لتكتشف أنها قتلت زوجها وحبيبها .
* الدوقة الألمانية مارى أوجست : كانت تستقبل ضيوفها الرسميين وهى جالسة فى حوض الإستحمام
__________________

خواطر


أمريكا هي أمي .. كنتاكي هو عمي
د. لميس جابر * / مصر العربية
الخميس 3 مارس 2005 الساعة 10 م


من كام يوم كده وجه الخواجة " بوش " نداء .. مش نداء.. يعني نصيحة.. لأ .. مش نصيحة زي ما تقولوا كده تعليمات .. معلش مش تعليمات هي من الآخر شكلها أوامر .. وجه أوامر " لكل الدول العربية أن تعدل وتغير وتطور من مناهجها التعليمية لتتوافق مع الإصلاح الديمقراطي وكمان تبطل تحريض وبلاش يا عرب الحركات دي".
والمقصود بالتحريض هو بالتأكيد التحريض على كراهية أمريكا الحبوبة وإسرائيل " النغة" وأنا من كتر ما ذاكرت لولادي وولاد الجيران متابعة إلى حد كبير المناهج الدراسية ولم يلفت نظري أي تحريض على أسيادنا الأمريكان قلت لأ .. معقولة يبقى بوش غلطان لازم أفكر في الأوامر العليا دي كويس يمكن يكون في المناهج التعليمية عندنا " تحريضاية" مركونة كده ولا كده برضه ما لقيتش ولا فتفوتة من تحريض قلت لأ بلاش نتساهل مع الأوامر ولازم نغير مناهجنا ما دام مش عاجبه - الخواجة بوش- وهو أدرى مننا لأنه رجل أمريكاني وأكيد عارف إن فيه تحريض ..

وبعد ما قدحت زناد فكري قلت أعمل تصور للمناهج الجديدة يمكن تساعد السادة اللي هايغيروا ولازم نرضى عمنا وتاج رأس أبونا " بوش" ومش عاوزين مشاكل لحسن نلاقي لجنة جاية تفتش على مناهج دمار شامل ولا حاجة، خلينا حلوين ونطور ما نطورش ليه؟! ما هي المناهج بقالها يجي ثلاثين سنة بتتغير كل عشرين يوم، يعني هي جت على طلبات حبيبنا "بوش". قبل المناهج لازم شكل المدارس يبقى مختلف يعني التلامذة يبطلوا الزي المدرسي والمرايل والجاكيتات والحاجات دي ويروحوا المدارس ببناطيل جينز أمريكاني مقطعة وجزم كاوتش ماركة " نايك" واللي ما يلبسشي كده يروح على بيت أهله.

تاني حاجة نشيد الصباح لازم يتغير ويتلغي بلادي بلادي ده خالص لأنه نشيد محرض ونعمل نشيد تاني زي " أمريكا هي أمي .. كنتاكي هو عمي". أو"

ما تقولش إيه أدانا كلينتون قول هاندي إيه لبوش" يعني تغييرات بسيطة كده تؤدي الغرض وعلى هذا المنوال تتغير كل أناشيد الصباح في كل الدول العربية المحرضة. ولازم طبعاً نحط العلم الأمريكاني على ساري كل المدارس من المحيط إلى الخليج عشان يرفرف على دماغ ولادنا ويجيب طراوة أمريكاني وتكون تحية العلم " تحيا الكرة الأرضية الأمريكية" ويتقال ثلاث مرات .. نخش على المناهج .. أولا : الجغرافيا .. أول حاجة ومن غير تحريض وكلام كتير تتشال كلمة فلسطين دي من على الخريطة ولازم يكون عندنا إصلاح وديمقراطية ونحط بالبنط العريض بدلها إسرائيل .. تاني حاجة أكيد الخواجة " بوش" متضايق من كلمة عربية عربية اللي مكتوبة على كل أسماء البلاد العربية ودي لازم تتغير عشان دي بتحرض جامد قوي وإسرائيل لما بتبص في الخريطة بتشعر بغربة وجفاء ولازم نغير عنوان خريطة الوطن العربي نشيل العنوان ده خالص ونحط عنوان خريطة الوطن اللي بالي بالك وبكده ماحدش يزعل وإحنا نبقى عارفين المقصود بالعنوان بس إيه بينا وبين بعض بس.


بعد كده نحدد على خريطة الوطن " إياه" كل مناطق البترول اللي بتطلع جاز ومناطق الاحتياطي ونرسم عليه علم أمريكا ونكتب عليها مناطق محظورة ديمقراطية لزوم الإصلاح .. ممنوع الاقتراب.

وبرضه لازم نرسم خطوط مواصلات جديدة وسهلة على خريطة كل الدول اللي بالي بالكم عشان تسهل عمليات التفتيش على أي حاجة دمار شامل كده ولا كده لما يجي الدور علينا بلد بلد.

ثانياً: التاريخ يعدل تاريخ اكتشاف القارة الأمريكية الشمالية من 1400 ميلادية إلى 1400 قبل الميلاد، وعلى هذا الأساس تكون حضارة مصر القديمة من أيام أحمس وتحتمس والعمارنة وإخناتون ورمسيس واللي بعده واللي بعد واللي بعده أصلها أمريكان، كذلك باقي حضارات الشام والآشوريين والسومريين والبابليين في العراق، وبالمثل حضارة اليمن والجزيرة العربية والمغرب العربي وطبعاً هذا سيسري على الحضارة الإغريقية والإسكندر الأكبر والحضارة الرومانية كله يبقى مصدره أمريكاني حتى هايكون أسهل في المذاكرة والتلخيص والأسئلة والنماذج.. وهتبقى امتحانات آخر حلاوة. نعدل أيضاً معلومة الهنود الحمر اللي أبادهم الأمريكان لأن هذه المعلومة بتغذي الأطفال في المدارس مشاعر الكراهية للأمريكان اللي أبادوا جنس بحاله من على ظهر الدنيا، عشان يعرفوا يقعدوا على راحتهم ويكتشفوا الديمقراطية على رواقة .. يعدل إزاي؟ قولتولي نقول في كتب التاريخ أن الخواجة فاسكو دي جاما اللي أكتشف أمريكا لما وصل لقاها متأجرة مفروش إيجار جديد من الهنود الحمر وبقالهم كتير ما دفعوش الإيجار قوم إيه.. رفع عليهم قضية طرد وطردهم وأجر لناس تانيين ديمقراطيين اللي همّ مين؟ أمريكان صح؟ سهلة جداً.

مسألة بقى تجارة الرقيق وخطف أفارقة من سواحل أفريقيا في الشباك بتاعة الحيوانات وحشرهم في السفن والسلاسل في رقابهم ورجليهم وأيديهم على أمريكا عشان يزرعوا الأرض اللي فضيت بعد الهنود الحمر ما اطردوا منها .. دي ممكن نخليها رحلات مدرسة أفريقية جماعية من الشباب والبنات والعيال لأمريكا عشان يتفرجوا على تمثال الحرية اللي رافع أيده وزمنها بتتفتح عليه قوم لقوا أمريكا مليانة ديمقراطية وحرية قالوا مش راجعين أفريقيا تاني خالص مالص. المشكلة الصعبة شوية هي تدريس اللغة العربية من غير " تحريض" إنما ممكن برضه نطعم اللغة العربية بشوية مفردات أمريكاني عشان نفسية الأطفال الصغيرين تبقى حلوة وما يكبروش وهم ِّ شايلين في نفسهم حاجة من الأمريكان ويبقوا إرهابيين .. يعني ممكن نغير وبدل " عمر يلعب مع أمل" يبقى " بوش يلعب مع كوندا" وبدل أحمد ذهب إلى السوق تبقى " جيري ذهب إلى المول" وبدل شربت اللبن في الصباح تبقى " شربت البيبسي الدايت إن ذا مورنينج" وبدل عمت صباحاً يا والدي تبقى " هاي داد". طبعاً التعديلات في المدارس الحكومية بس لأن مدارسنا الخاصة قايمة بالواجب وكل العيال في المدارس الخاصة بيتكلموا إنجليزي ولله الحمد والشكر .. آه .. نسيت .. فاضل حاجة لازم تتعدل في المدارس الحكومية. " الشتايم" المدرسين لازم يأخذوا كورس مكثف في الشتايم الأمريكاني وبدل المدرس ما يقول: " إخرس يا جزمه منك له " يقول: " شات آب يا شوز يا ابن الشوز" .. أو " يا بوبي يا ابن البوبي" وعلى هذا المنوال تلاقوا المسألة بسيطة خالص .. ولازم طبعاً المجمع اللغوي يغير شوية مصطلحات عربية لزوم عدم التحريض ويكون معنى كلمة " إرهابي" في المعاجم هي " الرجل الوطني العربي المسلم أو المسيحي اللي بيتكلم عربي ويرفض يدي الجاز لأسياده .. الذي يكره إسرائيل الذي يطالب بحرية بلده أو يتجرأ أو يحاول بس يحاول تحرير وطنه". وطبعاً الدراسة من غير إعلام ديمقراطي غير محرض ما تنفعش ولازم الإعلام المصري يغير من لهجته المعادية للحرية والديمقراطية والإصلاح وممكن بشوية تغييرات بسيطة نعمل شغل يعجب إن شاء الله يعني ممكن البرنامج الجديد اللذيذ " البيت بيتك" تغير أسمه ونخليه " البوش بوشك" وينتج التليفزيون مسلسلات تغذي روح المحبة في قلوب المصريين للسياسة الأمريكاني وعم أسامة أنور عكاشة يكتب لنا ملحمة يسميها " ليالي كاليفورنيا" و" الراية الأمريكاني" وعم جلال عبد القوي يكتب لنا مسلسل " الدولار والبنون" و" نصف ربيع الآخر في فرجينيا" .. وعم صفاء عامر يكتب لنا " الضوء الأمريكاني الساطع" عن الصعيد الأمريكاني. وعلى هذا المنوال تنتشر محبة أمريكا في القلوب الشابة العربية خصوصاً بعد تغيير النشيد القومي للكورة وبعد كل ماتش للفريق القومي يكسب فيه لا سمح الله نذيع نشيد " الأمريكان أهم ِّ .. بيبسي وماكدونالدز وهمة" وتشب الأجيال الجديدة على حب الأمريكان وحب التحريض على الدول" اللي بالي بالكم" وعلى كراهية الدول التي لا تأكل اللبان ولا تشرب الكولا يا خبر أبيض نسيت " جامعة الدول" لازم تغير اسمها أقولكم نخليها " جامعة الدول الديمقراطية المتصلحة تصليح أمريكاني" هو الاسم طويل شوية بس هاناخذ عليه شوية شوية وهانحفظه. على فكرة الكلام ده مش هزار .. ده بجد ولو ما عملناش كده وبطلنا تحريض في المناهج والإعلام " بوش هايجي بنفسه هو ومراته ويسلم علينا بالجوانتي .. نفر .. نفر. " وحد يسلم لي على الدول اللي بالي بالكم". * نقلا عن جريدة عين القاهريه
******
المقال الممنوع .. عن الديمقراطية .. تغيير الطلاء ليس حلا!


إذا كان غاية ما بلغناه أننا قمنا بطلاء العمارة. وإذا كان ذلك ''الإنجاز'' علي تواضعه ينسب إلي جهود وضغوط الرئيس بوش، بوصفه وكيل عموم الديمقراطية المعاصرة، فلماذا إذا الطنطنة والتهليل، والتمسح في تحولات التاريخ؟ (1) ثمة فرقعة إعلامية تتحدث هذه الأيام عن ''ربيع العرب'' و''انطلاق قطار الديمقراطية'' و''نهاية الاستثناء العربي'' و''يقظة الشعوب النائمة''، تحاول أن تزف إلينا بشارات انبلاج فجر الديمقراطية في بلاد العرب، التي طال ليلها بأكثر مما ينبغي.

وهي فرقعة يشارك فيها خليط من الهواة والمحترفين، والمجتهدين والمنافقين من الأمريكيين والمتأمركين، ''المارينز'' منهم والمتمرنزين! تعددت علي نحو لا تخطئه عين الكتابات التي صدرت في إطار تلك الحملة. وقد لاحظت أنها تركز علي أمرين: الأول أن التحول الديمقراطي لاحت بوادره في العالم العربي، وتجلي في اقطار عدة.

وأن التشاؤم الذي عبر عنه البعض في مستهل العام الحالي ثبت أنه لم يكن صحيحا، حيث تلاحقت منذ بداية العام علي نحو مفاجئ بشائر الانفراج في فلسطين والعراق والسودان ولبنان (مثلا د. عبد المنعم سعيد الشرق الأوسط 9/3). الأمر الثاني الذي يروج له في سياق الفرقعة الإعلامية هو: أن الأيام أثبتت صحة آراء العالم السياسي المرموق (!) جورج دبليو بوش. فمن نيويورك ولوس انجيلوس وشيكاغو وربما أوربا وآسيا أيضا يسأل الناس أنفسهم بعصبية: هل كان علي صواب؟ والجواب الموجز هو: نعم.

وسواء أكان بوش يستحق الفضل أم لا يستحقه، في كل ما يحدث في الشرق الأوسط، فقد كان علي صواب، أساسا في بعض الأشياء الكبيرة.. لقد مال نحو التحليل القائل بأن المنطقة تربي الإرهاب لأنها أظهرت عوامل عجز عريقة سببتها عقود من القمع والافتقار إلي التحديث.. وإذ تبني هذه الرؤية، فإن بوش ضغط علي حكام المنطقة ''الماكرين''، محاولا بناء جهد دولي أعرض، وجاءت النتائج مدهشة (فريد زكريا نيوزويك 1/3). حاول رد الحملة وفضح الادعاء فيها بعض الكتاب المحترمين، فقد كتب الدكتور محمد السيد سعيد قائلا: ان ما يحتفلون به اليوم في منابر الإعلام الأمريكية هو إنجاز وهمي إلي حد بعيد. والقول بأن عجلة الديمقراطية بدأت تدور في المنطقة، لا يزيد علي أن يكون خداعا للذات، أو في أفضل الأحوال قراءة خاطئة إلي حد بعيد لما جري في الساحة العربية.. وإذا شاء الأمريكيون أن ينسبوا لأنفسهم أن ما حدث في العالم العربي ناتج عن التدخل الأمريكي المباشر في سياسات المنطقة، فذلك يعني أن تلك الظواهر هي انتصار للإمبريالية، وليس بالضرورة انتصارا للديمقراطية باعتبارها منتجا محليا (الأهرام 14/3). في نقده للفرقعة أو الصرعة كتب الدكتور عزمي بشارة يقول: لا يعقل في مرحلة التأسيس التعامل مع الديمقراطية بمصطلحات جاهزة من خطابات جورج بوش وكتبتها الأصوليين، وأن تستهلك كما يستهلك الهامبورجر أو الكوكاكولا، وأن يسمي ديمقراطيا المستهلك المجتهد في جمع الكوبونات والمقارنة بين محل ماكدونالدز وآخر، وبين ''مول'' وآخر فتح حديثا.. هنالك عطب بنيوي يجعل الديمقراطية تبدو كأنها مستوردة كنوع من ''الفاست فود'' لأبناء البورجوازية الوسطي.. وهم الذين: استطاعوا سابقا التعايش مع أي ديكتاتورية ترضي عنهم وعن مسار أعمالهم، وترضي عنها أمريكا حاليا. ولاحقا يستطيعون التعايش مع ديكور واكسسوار إصلاحي، ويستطيعون التعايش مع أي ظلم اجتماعي ومع تعددية طائفية وتوازنات طائفية، ومن دون مواطنة حقيقية.. إن الديمقراطي الحقيقي والمؤسس، يقف عند الحقوق ويتمسك بها، وينتفض ضد الظلم، ويرفض فرض القوة بدل إحقاق الحق، ويري أصلا تناقضا أخلاقيا بين الحق والقوة. (الحياة اللندنية 10/3).

(2) لدي هنا ملاحظتان حول الموضوع هما: إن الذي أقلقني وحرك عندي مشاعر الشك والارتياب ليس فقط أن المعزوفة انطلقت في بعض الصحف العربية والأمريكية في وقت واحد، ولكن أيضا أن ''الجوقة'' التي تهلل لحكاية انبلاج فجر الديمقراطية هي ذاتها التي قادت حملة تسويق عملية السلام. الأشخاص هم هم، بل والشعارات والعناوين لم تتغير. كل الذي حدث أن كلمة السلام رفعت، ووضعت محلها كلمة الديمقراطية أو الإصلاح. أليسوا هم الذين صدعوا رؤوسنا بالكلام عن ربيع السلام وقطار السلام ونهاية سنوات الدم، ثم ماذا كانت النتيجة: الاحتلال ظل كما هو، والاستيطان تضاعف، والاغتيال وتدمير البيوت وتجريف الأراضي استمر، والسور الإجرامي انطلق كوحش يلتهم كل يوم أرضا جديدة للفلسطينيين. حتي تبين في نهاية المطاف أن عملية السلام كانت في جوهرها فرصة لتمكين الإسرائيليين من تثبيت خرائطهم وإقامة حقائق جديدة علي الأرض وتمييع القضية بإدخالها في دهاليز لا توصل إلي حسم أي بند في ملفاتها الأساسية.

وإذا تصور أحد أن الانسحاب المفترض من غزة من ثمار عملية السلام، فهو مخطئ لا ريب، لأن ذلك الانسحاب هو من ثمار جهد المقاومة، التي جعلت بقاء الاحتلال في القطاع مكلفا بصورة لا تحتمل، وأن قادة إسرائيل اعتبروا غزة دائما شوكة في خاصرتها، حتي تمني رابين أن يصحو ذات يوم ليجد أنها غرقت في البحر واختفت من وجه البسيطة! الملاحظة الثانية أن أحدا لا يستطيع أن ينكر أن ثمة تطورات سياسية لافتة للانتباه شهدها العالم العربي هذا العام، أغلبها يدخل في إطار ''التحسينيات'' الموحية بالانتساب للديمقراطية، والبعض الآخر لا علاقة له بالديمقراطية أصلا.

والذي حدث أن التزامن في التوقيت بين تلك التطورات أحدث التباسا في الأذهان، بحيث إن التداخل في التوقيت فهم علي انه انتشار للظاهرة وتداخل في الوظيفة.

أعني أنه إذا تصادف ووقعت تلك التطورات في عدة أقطار في عام واحد، فذلك لا يعني بالضرورة أنها تصنف موضوعيا تحت عنوان واحد، لأن طبيعة الحدث ومقاصده تختلف من بلد إلي آخر. مصطلح ''التحسينيات'' الذي استخدمته أردت به معناه الأصولي، الذي يصنف الأحكام علي ثلاث مراتب، فأعلاها مرتبة هو ''الضروري'' الذي بغيره يختل نظام حياة الناس، تتلوها في الترتيبات الأحكام ''الحاجية''، التي إذا غيبت يقع الناس في الحرج، وبعدها تأتي الأحكام التحسينية، التي هي مما تقتضيه المروءة وسير الأمور علي أقوم منهاج. وهذه الأخيرة قد تضيف إذا توفرت، ولا تضر كثيرا إذا غابت، حيث لا يختل من جراء ذلك نظام ولا يقع أحد في حرج. وربما كان دقيقا وصف الدكتور عزمي بشارة لمثل تلك التطورات بأنها ضمن ''إكسسوارات'' الإصلاح. خذ مثلا موضوع تعديل المادة 76 من الدستور المصري التي نالت قسطا مبالغا فيه من الاهتمام العام. فالمهللون قالوا انها غاية المراد من رب العباد، والعقلاء قالوا انها مجرد خطوة علي طريق الإصلاح، لن تحدث تأثيرا يذكر في الانتخابات التي تجري في خريف العام الحالي (بعضهم دعا إلي انتخاب الرئيس مبارك بالتزكية لأن ثمة استحالة في منافسته خلال الفترة القصيرة المتبقية علي الانتخابات)، ولكن تلك الفرصة ستكون أفضل في انتخابات عام 2011، إذا جري تهيئة الحياة السياسية بشكل جاد خلال السنوات المقبلة. وفي ظل هذا التقدير فإن وصف الخطوة التي تمت بأنها ''تحول تاريخي'' يغدو مفتقرا إلي الموضوعية والدقة.

خذ أيضا الانتخابات التي حدثت في العراق وتحمس لها الشيعة والأكراد أساسا وقاطعها أهل السنة. صحيح أنها وفرت آلية حرم منها الناس منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلا أن المشاركة فيها أو الإقبال عليها، أو حتي مقاطعتها، لم يكن له شأن بالديمقراطية.

وإنما كان الأمر كله تنافسا علي الحظوظ والأنصبة في الحكم، التي تعزز الموقف الطائفي لطرف، والعرقي لطرف آخر. ناهيك عن أن الجميع يعرفون أن الإصرار الأمريكي علي إجراء الانتخابات في العراق لم تكن مسألة الديمقراطية واردة فيه، وإنما أريد به إيجاد حكومة شرعية تقنن الوجود الأمريكي وتعطيه غطاء أكثر قبولا. بالمثل فلنا أن نستريب في الضغوط الأمريكية التي مورست لإصلاح السلطة الفلسطينية، وكأن المشكلة في فلسطين هي فساد السلطة وليس الاحتلال.

لا بأس بطبيعة الحال أن تجري الانتخابات البلدية والتشريعية، لكن ما قيمتها إذا لم تؤد إلي زوال الاحتلال وحل المشاكل الحقيقية التي تواجه المجتمع الفلسطيني. وستكون ضارة بامتياز إذا أتت بحكومة أو سلطة تلبي للمحتلين ما يريدون، من نزع سلاح المقاومة إلي إسقاط حق العودة والقبول في النهاية ب ''غزة فقط''. بدوره فإن توقيع اتفاق سلام في السودان لا علاقة له بالديمقراطية، وقد وجدنا أنه أدي إلي وقف القتال في الجنوب حقا، لكنه فجره في دارفور وشرق البلاد. ثم إنه وضع السودان عمليا تحت الوصاية الدولية، التي تسعي إلي إضعاف انتمائه العربي والإسلامي.. واذا صح هذا كله وذاك، فهل من الموضوعية والأمانة أن نعتبر ما نحن بصدده بأنه ''ربيع الديمقراطية''؟ (3) تقف في حلقي مسألة أشار إليها تقرير ''نيوزويك'' عن مسيرة الحرية في الشرق الأوسط. ذلك أن كاتبه فريد زكريا أمريكي من أصل هندي أشار إلي نتائج آخر مسح لمؤسسة ''فريدوم هاوس'' بيت الحرية التي أجرت قياسا للحريات السياسية والمدنية بالمنطقة، وضع إسرائيل في المرتبة الأولي باعتبارها بلدا حرا، في حين اعتبر الأردن والكويت والمغرب والبحرين، بلادا حرة جزئيا، أما بقية دول المنطقة فقد اعتبرتها المؤسسة دولا ''غير حرة''. استوقفتني الشهادة التي منحتها المؤسسة لإسرائيل، واعتبرت أن الدرجة التي أعطيت لها تثير سؤالا كبيرا يتعلق بقيم الديمقراطية وأخلاقياتها. ذلك أن النموذج الذي تقدمه إسرائيل يجسد ديمقراطية منزوعة الضمير، لا مكان فيها للقيم الإنسانية أو الأخلاق. صحيح أن الاسرائيليين يمارسون درجة معتبرة من الديمقراطية فيما بينهم، لكن العرب الذين يعيشون في داخل اسرائيل محرومون من حقوقهم المدنية، ويتعرضون للحرمان والإذلال المستمرين. ثم اننا لا نعرف أي ديمقراطية هذه التي تسوغ الاحتلال والإبادة واقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم، وتستبيح دماءهم وأموالهم، وتبارك السور الإجرامي الذي يلتهم أراضي الفلسطينيين ويتسبب في تشريدهم وقطع مواردهم. النموذج الإسرائيلي يفتح ملف ''الضرورات'' في المسألة الديمقراطية، ذلك أن الديمقراطية حين تقترن بالظلم وتفرض قيم الغابة في استخدامها للقوة والعدوان علي الحق والقانون، تجهض جوهر القيمة، بحيث تغدو آلية عمياء وصماء تهدر إنسانية الإنسان ولا تصونها. إن الإنسانية سابقة علي الديمقراطية ومقدمة عليها، وحق الإنسان في الحياة والأمن يحتل موقعا متقدما كثيرا علي حقه في المشاركة. ذلك أن المرء ينبغي أن يستشعر إنسانيته أولا، قبل أن يدعي إلي التصويت والانتخاب.

ودارسو القانون الدستوري يعرفون جيدا أن الديمقراطية تتضمن نوعين من القيم: قيم أخلاقية وإنسانية، وأخري سياسية.

والأولي هي أساس البناء، والثانية هي معماره وطوابقه. وضعف الأساس أو فساده ينبئ بمستقبل مظلم للبناء كله. بسبب من ذلك، فينبغي أن يكون واضحا في الأذهان أن أي تحول ديمقراطي يهدر حقوق الإنسان ولا يطوي صفحة الظلم، فإنه يفتقر إلي الصدقية والشرعية، ويقدم نموذجا كاذبا ومغشوشا.

بل انني أذهب إلي أن أي نظام يرفع شعار الإصلاح والتحول الديمقراطي، مطالب ليس فقط بأن يتوقف عن الممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان، من اعتقال عشوائي وتعذيب ومحاكمات استثنائية. وإنما عليه أيضا أن يتطهر من الانتهاكات التي تلوث يديه. وذلك ''التطهر'' هو دليل الصدق والأمانة في التحول. وهذا ما فعلته جنوب أفريقيا حين شكلت لجان المصارحة والحقيقة، وهو ما فعلته المغرب حين تعاملت مع ملفات الغائبين والمفقودين. إذ في الحالتين فتحت الجراح كلها، وجري تطهيرها من مكامن التقيح والعفن المتراكم، فحوسب من حوسب، واعتذر آخرون مما صدر عنهم وطلبوا الغفران من الضحايا ومن المجتمع ككل. وجري تعويض الذين تعرضوا للتعذيب، وكذلك الذين فقدوا ذويهم بعدما خطفوا واختفوا في ''ظروف غامضة'' (تبين بعد ذلك أنها لم تكن غامضة)، أو الذين ماتوا بسبب التعذيب، وقبل هذا كله وذاك. أطلق سراح سجناء الرأي وألغيت قوانين الطوارئ الاستثنائية التي ألقت بهم في غياهب السجون.

هذه المهمة ينبغي أن تنجز قبل أي كلام عن المشاركة السياسية، أو قل إنها ألف باء الديمقراطية، التي بغيرها لا تقوم لبنائها قائمة.
(4) من أسف أن الممارسات ''التحسينية'' التي يشهدها العالم العربي الآن تقف في الإصلاح عند حدود إعادة طلاء ''العمارة'' بلون مختلف يتماشي مع أحدث الصيحات في عالم السياسة، وهو ما يعني الإبقاء علي المبني كما هو، بأركانه ودعائمه، وأحيانا بالعوج في معماره وبالشروخ التي تعتريه. إن شئت فقل إنه الإصلاح الذي يبقي علي استمرار الوضع القائم، ولكن بإخراج مختلف وواجهة أكثر جاذبية. حتي أصبحنا بإزاء نماذج وقيادات تتقلت بين الاشتراكية والديكتاتورية والديمقراطية، وأخري أعلنت عن عدائها للغرب تارة وتمسكها بعدم الانحياز تارة أخري، ثم ارتمت في أحضان الغرب بعد ذلك.

ودلتنا خبرات عديدة علي أن أيا من هذه اللافتات والتحولات لم يكن صادقا ولا أصيلا، وإنما ''الاستمرارية'' تحت أي شعار وبأي ثمن ظلت الثابت الوحيد، وكل ما عداها عارض ومتحول. قلت قبل قليل ان الخطوات ''التحسينية'' قد تضيف إذا توفرت، ولا تضر كثيرا إذا غابت، ويخطر لي أن أراجع هذا المنطوق في دنيا السياسة، علي ضوء الدروس التي مررنا بها. ذلك أن تلك الدروس علمتنا أن التحسينيات قد تضر بالعملية الديمقراطية، لأنها ربما أشاعت وهما كاذبا بالإنجاز، الذي تتفنن وسائل الإعلام في تسويقه من خلال أساليب التعبئة وغسل المخ التي نعرفها.

وهذا الشعور الكاذب يسهم في تزوير الديمقراطية وتغييب مضمونها الحقيقي، الأمر الذي يغدو الضرر في ظله جسيما وفادحا بسبب من ذلك فإنني أدعو إلي التعامل بحذر بالغ مع أي تحسينيات تستهدف تغيير الطلاء والاكتفاء بتجميل الواجهات، الأمر الذي يجعل الناس يشمون رائحة الديمقراطية، ثم لا يرون لها أثرا في حياتهم العملية. لا أري بديلا عن التوافق علي أن المعيار الحقيقي للديمقراطية أو الإصلاح السياسي ينبغي أن ينطلق من قياس مدي استجابة الخطوات التي تتخذ للضرورات وليس التحسينيات، تلك التي تمس الأعمدة والأركان وليس الواجهات أو الألوان. في مقدمة تلك الضرورات ضمانات الحريات العامة.

ووقف الظلم والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، وسيادة القانون، ونزاهة الانتخابات التي توفر للمجتمعات حقها في المشاركة والمساءلة وتداول السلطة. أما رفع راية الديمقراطية أو الحديث عن الإصلاح السياسي، في ظل قوانين الطوارئ والمحاكمات الاستثنائية التي تقنن الظلم وتحميه، وفي ظل استمرار احتكار السلطة، أعني حين يستمر كل شيء كما هو ولا يتغير سوي اللافتة ولون الواجهة، فإن ذلك يعد نوعا من التدليس والغش السياسي. أوافق تماما مع القائلين بأن تلك الضرورات لا تتحقق بين يوم وليلة، وأنها بمثابة أهداف نهائية لا يمكن بلوغها إلا عبر خطوات مرحلية عدة تستغرق وقتا. لكن هذه الموافقة مشروطة بأمر واحد، هو أن تكون تلك الخطي في إطار تلبية الضرورات وليس التحسينيات. وإذا جاز لي أن أحدد مدخلا لما أدعو إليه، فإنني أكرر ما سبق أن قلته ودعا إليه آخرون، من أن خطي التدرج ينبغي أن تبدأ بإطلاق الحريات العامة، التي هي الحد الفاصل في المسألة بين الجد والهزل وبين الصدق والكذب.
(5) ثمة إشارات موحية بأن الولايات المتحدة الأمريكية التي ينسب إليها البعض الفضل في إطلاق رياح الإصلاح في المنطقة. أكثر ميلا نحو الحفاوة بالتحسينيات دون الضرورات، لأن مصلحتها الحقيقية في الأولي دون الثانية. (لا تنس أن الإدارة الأمريكية راعية الإصلاح السياسي هي ذاتها التي أرسلت بعض المشتبهين لتعذيبهم في أربع دول عربية، حددتها ''الواشنطون بوست'' بالاسم، بهدف انتزاع الاعترافات منهم). ذلك أن عمليات التحسين الجارية تعطي انطباعا بالإنجاز، ''يبيض'' وجه الإدارة أمام الكونجرس، ويمكن تسويقه وخداع الأمريكيين به. في حين أن الإصلاح الحقيقي الذي يركز علي الضرورات، قد يؤدي إلي نتائج تتعارض مع المصالح الأمريكية وقد تهددها، خصوصا في ظل استمرار الشعور المعادي للسياسة الامريكية في المنطقة، الأمر الذي يوفر جوا مواتيا لانتخاب قوي معبرة عن ذلك الشعور، إذا ما كانت الانتخابات حرة ونزيهة.

بعض الكتاب الأمريكيين نبهوا إلي ذلك، أحدثهم توني كارون أحد كتاب مجلة ''تايم'' الذي نشرت له صحيفة ''هاآرتس'' عدد 18/3 مقالة حذر فيها من التفاؤل بإمكانية حلول الديمقراطية في العالم العربي، فيما وصفه بالسقوط الثاني لحائط برلين. وذكر أن 53 % من مقاعد المجلس الوطني العراقي ذهبت للشيعة الموالين لإيران، الأمر الذي ينبغي ألا يكون مصدر سعادة للولايات المتحدة وحلفائها.

وخلص إلي أن العالم العربي بغير ديمقراطية حقيقية هو أفضل كثيرا للولايات المتحدة والعالم الغربي بعامة. ألا تشم من الكلام أن الإصلاح السياسي الذي تدعو إليه واشنطون له ''سقف'' ينبغي عدم تجاوزه، وأن ذلك السقف إلي عمليات التحسين والتجمل أقرب؟!