تاكسى مصر! برنامج فى قناة "ONTV" يعرض علينا آراء عامة الناس عن أحوال البلد!! أشاهده على الإنترنت منذ عدة أيام ويعجبنى جدا لأن الناس تتكلم على سجيتها وتعبر عن رأيها مع سائق التاكسى بدون حرج. ومن مجمل ما سمعته إلى الآن يتضح لمشاهد البرنامج أن المصرى مشغول بأكل عيشه ويريد الإستقرار فى حياته والإنتهاء من هذا التوتر وحالة الفوضى التى تعم البلاد. إلى هنا هو فى الواقع يعبر عن كل اشعب المصرى بدون أى جدال. ولكنه عندما يبدأ فى تحليل ومناقشة أسباب هذه الفوضى واقتراحاته للقضاء عليها تجد الآراء متخبطه ومشوشه وينقصها المنطق والدقه والعلم. هذا رغم الوعى والذكاء الفطرى الذى يمتاز به رجل الشارع المصرى. وهذا ينذر بالقلق لأننا مقبلين على انتخابت برلمانيه مصيريه ستحدد لنا شكل ونوع واتجاهات أعضاء هذا البرلمان المنتخب وبالتالى سيتحدد نوع وتوجاهات أعضاء اللجنه الدستوريه التى سترشح لاحقا لوضع دستور مصر الجديد. بذلك نكون قد انتهينا إلى دستور لا يمثل الشعب كله بأمانه. والحل؟.. أليست هذه الديموقراطيه والحريه التى تطلبها جماهير الثورة؟! .. نعم بالتأكيد .. ولكن هل المسأله بهذه البساطه؟!.. إنها ليست سلق بيض!!! إننا نريد بناء نظام جديد لبلدنا بعد فساد دام عقود!! وبعد أن شوش إعلام الحكومات الفاسده المتعاقبه عقول الجماهيروحولتها السياسات الفاسده إلى أنصاف متعلمين وأميين!! فماذا نفعل؟.. كم نحتاج من القت حتى يصل الوعى السياسى للشعب المصرى إلى المستوى المنشود؟! وإلى متى نؤجل الإنتخابات؟!! هذا بالطبع شئ لا يقبله أى مصرى عاقل وواعى ويخاف على بلده. وما الحل إذا؟... الحل مطروحابالفعل منذ مده غير قصيره ولكنه لا يناقش فى الإعلام بالصريقه الصحيحه لتوصيله بأمانه إلى الشعب. والحل هو أن ترشح مجموعة كبيره من المثقفين والوطنيين فى هذه البلد والقانونيين وبالذات المتخصصين منهم فى علم الدستور. تجتمع هذه اللجنه وتتفق على مبادئ رئيسيه "فوق دستوريه " تعبر عن رغبات ومطلب الفئات المختلفه من المواطنين المصريين . يعنى إيه فوق دستوريه؟ يعنى عدم الحياد عنها فى التشريعات الدستوريه القادمه مهما كان نوع البرلمان القبل ومهما كانت توجهاته السياسيه. وبذلك يطمئن الناس بجميع طوائفهم وميولهم السياسيه أن دستور البلاد يعبر عنهم جميعا ويحمى حقوقهم وتشعر مختلف فئات الشعب بأنهم بالفعل شركاء فى هذا الوطن وغير مهمشون.
ماهو المانع من تنفيذ هذا المطلب فورا وما أسباب المماطله؟
١- كيف سنرشح ونتفق على هذه اللجنه التى ستضع المبادئ فوق الدستوريه وكيف نضمن أنها ستمثل كل فئات الشعب. والإجابه على هذا السؤال مطروحه وهى أن كل حزب أو مجموعه أو حركه سياسيه وكل طائفه دينيه وكل النقابات الفئويه المعروفه تنتخب من أعضائها من يمثلها وتتقدم بقائمه وتجمع القوائم كلها وينتخب منها الأعضاء الذين سيقومون بوضع المبادئ الفوق دستوريه. وتتم هذه العملية بإشراف ومشاورة رؤساء المجاميع والأحزاب المشتركه فى جو من الإيجابيه والمحبه والوطنيه واالأخلاق والشرف.
٢- ألم يستفتى الشعب على التعديلات الدستوريه وكان الستفتاء نزيها والشعب قال "نعم"؟ لماذا نتجاهل رغبة الشعب؟ !! والإجابه واضحه وهى أن حتى يوم الإستفتاء وأمام لجان التصويت لم يكن يعرف غالبية الناخبين بماذا يصوتون؟ لا أم نعم!! والمخزى هو أن الغالبيه العظمى منهم لا يعرف بالضبط ماذا تعنى كلمة "لا" أو كلمة "نعم" !! ثم بعد ذلك جاء المجلس الأعلى بإعلان دستورى ووجدنا فى النهايه أننا (بعد تغيير عدد صغير من المواد) نطبق الدستور الذى ألغاه المجلس العسكرى فى بداية استلامه حكم البلد بناء على طلب الرئيس المخوع.
وفى المحصله النهائيه لم يشعر الناس "وأولهم الثوار الذين عرضوا حياتهم للإستشهاد فى سبيل وطنهم" أن أحدا يستمع لمطالبهم.
والآن هم يحترمون استفتاء الشعب على انتخاب البرلمان أولا ثم الدستور بعد ذلك ولكنهم يريدون فقط الإطمئنان على أن لا تسيطر فئه بعينها على شكل هذا الدستور والذى فى هذه الحاله سيهمش فئات كثيره من الشعب ولذلك يطالب المواطنون بوضع المبادئ الفوق دستوريه.